١٢ طريقة للحد من التشتت أثناء العمل عن بُعد

العمل عن بُعد يزداد شيوعًا يومًا بعد يوم. قبل الجائحة، كان عدد قليل فقط من الموظفين يعملون من المنزل، ولكن خلال جائحة كوفيد ٢٠١٩ اضطرت جميع الشركات إلى اللجوء للعمل عن بُعد للحفاظ على التطور الاقتصادي. بدأ بعض الموظفين العمل عن بُعد دون أي خبرة سابقة. وفقًا لتقرير Upwork، حتى بعد الجائحة، سيزداد العمل عن بُعد بنسبة ٢٢٪ خلال السنوات الخمس القادمة. ومع ذلك، بوصفك شخصًا يعمل عن بُعد، قد تلاحظ وجود فارق كبير بين كيفية تخطيط أيامك وكيفية سيرها فعليًا. بمجرد أن يبدأ الناس العمل من المنزل، سيكتشفون مزايا وعيوب العمل عن بُعد.

للعمل عن بُعد مزايا وعيوب. تتضمن هذه العيوب التشتت، والشعور بالوحدة، ومشكلات التواصل، والإرهاق النفسي والجسدي، والحفاظ على الثقة، وغيرها. إن تجاهل هذه المشكلات قد يؤثر سلبيًا على حياتك الشخصية والمهنية. دعنا نستعرض ١٢ نصيحة مفيدة للبقاء مركّزًا ومنتجًا أثناء العمل من المنزل أو أي مكان آخر.

 

طرق للحد من التشتت أثناء العمل من المنزل

أكبر عائق أمام الإنتاجية عند العمل من المنزل هو الانقطاعات. حتى لو اخترنا العمل من المنزل، ما زلنا عرضة لاضطرابات عديدة. قد تشمل هذه الاضطرابات الدردشة عبر الإنترنت مع الأصدقاء، وإرسال بريد إلكتروني للزملاء، وزيارة مواقع التسوق، والتحدث بلا داعٍ عبر الهواتف المحمولة.

هناك عدة طرق للحد من هذه العوامل المشتتة أثناء العمل من المنزل. فيما يلي بعض الأمثلة:

 

١. تحديد المصادر التي تشتتك

تحديد مصادر التشتت لديك

للتخلص من التشتت، من الضروري تحديد أكثر المصادر إزعاجًا. سيساعدك ذلك في التركيز على المهام التي تتطلب انتباهك الكامل دون تشتيت. لتحديد أكثر ما يشتتك، اسأل نفسك: ما الذي أفعله رغم علمي أنه يعيقني؟ ما أبرز ما يشتت انتباهي؟

جميعنا يعلم أن التشتت في بيئة العمل يؤثر سلبًا على الأداء والإنتاجية. ويمكن أن تكون مسببات التشتت داخلية أو خارجية، لذا ابدأ بفحص ذاتك. إذا شعرت أنك تشتت انتباهك في كل مكان، اسأل نفسك عمّا يجري حقًا. ينبغي أن تدرك العوامل التي تشتتك أثناء العمل من المنزل؛ فلا يمكنك حلّها دون تحديدها ومعرفة ما يضيع وقتك.


٢. وضع جدول مناسب

عند العمل عن بُعد، من المهم جدًا وضع جدول والالتزام به. إذا أردنا أن نكون فعّالين في عملنا عن بُعد، فعلينا تقليل أكبر قدر ممكن من العوامل المشتتة. مع الجدولة والخطة المناسبة، يُنجز معظم عملك. يمكنك توفير وقت للأمور التي تستمتع بها، مما يمنحك شعورًا بالرضا والسعادة.

بوجود جدول مناسب، يمكن تقليل التشتت عند العمل عن بُعد. ينبغي عليك ترتيب يومك لتجنب المشتتات في أوقات معينة. على سبيل المثال، لا تتحقق من بريدك الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي بين الساعة ٩ صباحًا و٣ عصرًا. إن وضع هيكلية يومية سيُبقيك منظمًا دون التنقل بين مهمة وأخرى.

 

٣. وضع عدم الإزعاج

تقدم الكثير من الشركات حاليًا لموظفيها وأفرادها فرصة العمل من المنزل بالإضافة إلى ساعات عمل مرنة. ومع ذلك، قد يكون العمل عن بُعد صعبًا بسبب الانقطاعات. إحدى الحلول لهذه المشكلة هي تفعيل خاصية "عدم الإزعاج" على حاسوبك أو هاتفك؛ فهذا يمنعك من تلقي التنبيهات أو الإشعارات غير المرغوب فيها أثناء العمل. يمكنك أيضًا كتم نغمة هاتفك وحظر المواقع التي لا تحتاج لإشعاراتها وإيقاف تنبيهات وسائل التواصل الاجتماعي.

لا تريد أن يتسبب حيوانك الأليف في تشتيتك أثناء اجتماع طارئ مع العملاء أو المشرفين. أسهل طريقة لتجنب الإزعاج خلال اجتماع مهم هي تفعيل خاصية "عدم الإزعاج" على هاتفك.

 

٤. ضع حدودًا

العمل من المنزل مرن ومريح للغاية، لكنه قد يكون مشتتًا. سواء كنت تعمل في مشروع أو تقرأ كتابًا، فهناك الكثير من العوامل المشتتة مثل شؤون الأسرة أو الأطفال أو مشاهدة التلفاز.

إن التركيز أثناء العمل عن بُعد أمرٌ صعب. لذا، من المستحسن وضع حدود واضحة وتخصيص مساحة لمكتب منزلي. سيساعدك ذلك على استعادة تركيزك على العمل المنتج. يمكنك استخدام استراتيجية فصل مساحتك المنزلية عن مساحة العمل. يمكنك وضع حاجز في غرفة نومك أو استخدام أثاث مكتبي لفصل الغرفتين.

٥. إدارة الطعام

بالنسبة للعديد من المستقلين ورواد الأعمال، العمل من المنزل يشكل حلمًا تحقق. قد يكون العمل من المنزل ممتعًا لكنه قد يشكل صعوبة أيضًا. ومع ذلك، قد يكون من الصعب إدارة الوقت والطعام بشكل سليم عند العمل من المنزل. إدارة الطعام تمثل تحديًا لأي أم أو أب يعملان. أفضل نهج هو التخطيط المسبق لأيامك والتأكد من تخصيص وقت كافٍ لإعداد وجبات صحية لعائلتك. من المهم أن تحتفظ بوجبات خفيفة حتى لا تشعر بالجوع الشديد أثناء اليوم. إذا كنت تعمل من المنزل، يجب أن تحدد أوقاتًا معينة لتناول الغداء أو الوجبات الخفيفة.

٦. تتبّع الوقت والنشاط

إن الحرية التي يمنحك إياها العمل عن بُعد رائعة حقًا، حيث يمكنك ارتداء ما تشاء والجلوس في الحديقة وقضاء الوقت مع حيوانك الأليف المفضل. ولكن هذا يعني أيضًا عدم وجود من يراقب عملك أثناء العمل عن بُعد، الأمر الذي قد يسهل تشتيتك.

قد تجد نفسك مشتتًا عند مشاهدة يوتيوب أو تصفح تطبيقات التواصل الاجتماعي أو الميمز. في هذه الحالة، ينبغي عليك استخدام أحد أفضل برامج تتبع الوقت لتعرف بدقة الوقت المُستغرق في كل مشروع ومهمة. تتبّع الوقت الذي تقضيه في المشاريع أو الأعمال غير المنتجة.

 

٧. ارتدِ ملابس مناسبة للعمل

لا توجد قواعد صارمة للملابس عند العمل من المنزل. يمكنك ارتداء أي ملابس تريدها. لكن لا يجب أن ترتدي البيجاما المريحة أثناء اجتماع رسمي.

سواء كان الاجتماع عبر زوم أو سكايب أو جوجل ميت، يجب أن تعرض نفسك بمظهر مهني. لا يتطلب الأمر دائمًا ارتداء بدلة وربطة عنق، ولكن عليك ارتداء ملابس مرتبة تناسب وظيفتك. إذا شعرت أنه من الغريب ارتداء ملابس رسمية في المنزل، جرّب ارتداؤها في المنطقة المخصصة كالمكتب المنزلي.

 

٨. تقنية بومودورو

ابتكر فرانشيسكو سيريلو أسلوب بومودورو في أواخر الثمانينيات. إنّه نظام بسيط وسريع لإدارة الوقت يهدف لإنجاز المزيد والتركيز على ما تقوم به في اللحظة الراهنة.

تقسم هذه الطريقة المعززة للإنتاجية العمل إلى فترات مدتها ٢٥ دقيقة، تتخللها فترات استراحة قصيرة. من خلال منح دماغك فترات راحة بسيطة طوال اليوم، ستتمكن من التركيز على مهمة واحدة في كل مرة وتحسين معدل إنتاجيتك.

 

٩. تجنّب تعدد المهام

في حين يعتقد البعض أن تعدد المهام يزيد التشتت ويقلل الإنتاجية، يرى آخرون أنه يساعدهم على إتمام عملهم في الوقت المحدد ويوفر طاقة للمهام الأخرى. ومع ذلك، يعتقد كثيرون أن سلبيات تعدد المهام تفوق فوائده القليلة.

العديد من العاملين عن بُعد يعانون من مشكلة تعدد المهام، إذ إمّا يفقدون السيطرة على العمل أو لا يتمكنون من إنجازه في الوقت المحدد. فما الحل؟ هو تقسيم العمل إلى أجزاء أصغر والتركيز على كل جزء بمفرده. وهذا لأن التنقل المستمر بين المهام يعيق القدرة على التركيز في أيٍّ منها.

 

١٠. حافظ على توازن مناسب بين العمل والحياة

على الرغم من أن العمل عن بُعد يتيح جدولًا زمنيًا مرنًا لأداء المهام المنزلية أو التواصل مع الأصدقاء، إلا أن الأمر لا يسير على هذا النحو دائمًا. فإما أن تعمل أكثر أو تقضي وقتًا أكبر مع أصدقائك وهواياتك. من المهم جدًا الحفاظ على توازن جيد بين العمل والحياة.

فكر في مقدار الوقت الذي تحتاجه للراحة. رغم أهمية العمل، تحتاج إلى قضاء مزيد من الوقت مع نفسك وعائلتك. لا تنشغل بالعمل في أوقات فراغك. ضع أهدافًا معقولة في عملك والتزم بها.

 

١١. الرضا الذهني

عندما تمارس أنشطة تسعدك، فقد تصل إلى حالة من الرضا الذهني. يمكن أن يكون ذلك أي شيء، من اللعب إلى الكتابة في المذكرات، طالما يجعلك هذا الفعل سعيدًا ومكتفيًا.

يمكن تحقيق الصحة الذهنية على أفضل وجه من خلال الجمع بين النشاط البدني والرعاية الذاتية. يمكن للتأمل أو ممارسة التمارين الرياضية أو أنشطة أخرى مثل القراءة أو الكتابة أن تساعدك في تحقيق هذا الهدف. قد يكون للمشي أو الركض أو ممارسة الرياضة أثر إيجابي على صحتك الذهنية ويتيح لك التركيز بدرجة أكبر في عملك. من المهم أن تحافظ على دوافعك، وتقلل التشتت، وترفع من إنتاجيتك.

ومع ذلك، إذا شعرت أن وظيفتك تعرقل رضاك الذهني، فقد ترغب في إعادة النظر في التقدم لوظائف أخرى. بإمكانك أيضًا إيجاد العديد من الفرص التي تسمح بالعمل عن بُعد، ما يساعدك إن كنت تفضل أن تكون مدير نفسك.

 

١٢. خصص وقتًا للطوارئ

دعونا نكن صرحاء، لا يمكنك التنبؤ بكل شيء. حتى لو خططت لكل مهامك المستقبلية، فإن بعض المهام غير المتوقعة قد تظهر. ومع ذلك، هذه المهام الطارئة بحاجة إلى إنجاز في وقتها. لهذا السبب، عليك تخصيص وقت إضافي لتلك المهام الطارئة حتى لا يفاجئك الضغط وتتشتت. وحتى إذا لم يكن لديك مهام عاجلة، يمكنك استثمار هذا الوقت في زيادة جودة العمل المخطط له.

 

الخلاصة

بالرغم من أن العمل عن بُعد يوفّر العديد من المزايا، بما في ذلك المرونة وعدم وجود زي رسمي وعدم الحاجة للتنقل وتوفير مزيد من الوقت للعائلة والأصدقاء، إلا أنه قد يشتتك عن عملك ويصبح عبئًا.

قد يشكل عدم قدرتك على التركيز في عملك مشكلة كبيرة. يجب على أي شخص يعمل من المنزل تحديد أسباب التشتت والعمل على حلها، من أجل تجربة عمل عن بُعد صحية.

Start your free 7-day trial with MonitUp today!